التعليم في المرحلة الابتدائية
العالم المتقدم ينظر إلى هذه المرحلة المرحلة الأساسية لتربية النشء وتأهيلهم للتوافق مع المجتمع والتفاعل معه وبقدر الاهتمام بهذه المرحلة يصبح الفرد قادرا على الإسهام في تقدم المجتمع والنهوض به البيئة الثانية للطالب بعد الأسرة كما أنها مرحلة البداية في تكوينه الشخصي من سن السادسة بداية التكليف إلى الثانية عشر سن التمييز من عمره حيث أنها تشمل الطفولة الوسطى والطفولة المتأخرة [6-12]
وتعتبرهذه المرحلة بداية النقش العلمي والفكري في ذهن الطالب والذي يستمر معه طوال حياته العمرية ، فهي مرحلة الحقل الخصيب الذي يجب أن نغرس فيه
فمما سبق يتضح لنا ان المرحلة الابتدائية تعتبر الخطوة الأولى للمسارالتعليمي والعلمي والفكري للطالب وتبرز أهميتها في التالي :
1
يلبي احتياجات الطلاب خلال السنوات الأولى
يعدّ التعليم الابتدائي مهمًا جدًا للطلاب في السنوات الدراسية الأولى، فهو يلبي احتياجات الطلاب خلال السنوات القليلة الأولى من الحياة المدرسية، كما أنه يهدف إلى ضمان نمو الأطفال، وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والثقافية والعاطفية والجسدية والمعرفية، مما يجعله مهمًا جدًا للأطفال.
2
يحسن التعليم الابتدائي وعي الطلاب
كما أن التعليم الابتدائي يحسن من وعي الطلاب ويفتح أمامه الفرص لحياة أفضل، كما أنه يحد من الفقر بين الأجيال، فهو يؤثر على التقدم الأكاديمي للطفل؛ فهو حاضنة الجيل القادم من القادة والمفكرين والمبتكرين، كما أنه يعلم الاستقلال والثقة للطفل.
3
التعليم الابتدائي أساس التطورات الفكرية المستقبلية
يعد التعليم الابتدائي الوقت المناسب لتوفير الجو الداعم والدفاع عن الفردية وإدخال القيم المختلفة للطفل؛ لذا فهو يقاس كأساس للتطورات الفكرية المستقبلية، فمن خلاله يتم الجمع بين التربية الأخلاقية والعلوم الإنسانية، كما أنه يطور من خلال التربية الأخلاقية المشاعر والنظرة الإيجابية في المرحلة المبكرة من الطفولة.
4
يساعد التعليم الابتدائي على تنمية الأمم
إن تنمية الأمم بشكل أساسي يعتمد على مستوى التعليم الذي يصل إلى سكان الدول المختلفة، وذلك بغض النظر عن الطبقة أو العرق أو أي اعتبارات أخرى، كما أن التعليم علامة فارقة ومهمة للتنمية الوطنية، وتعمل على تحسين الفرص لدى الجنسين، من خلال الوصول للمؤسسات التعليمية، بما في ذلك المدارس الابتدائية
5
حماية الأطفال من العنف أو الاستغلال
إن الأطفال المحرومين من الوصول إلى التعليم الابتدائي معرضون لخطر أكبر للمعاناة من العنف أو الاستغلال، خاصة عندما يكون الحرمان ناتجًا عن بعض الكوارث الطبيعية، وتبين كثير من الدراسات أن الفتيات أكثر تعرضًا للعنف والاستغلال في حال حرمانهن من التعليم وخاصة الابتدائي؛ فيواجهن مخاطر زيادة مثل الاتجار بالبشر.
6
يدعم التعليم الابتدائي التنمية الاجتماعية والعاطفية
إن من المهم جدًا للأطفال أن يقضوا الوقت مع بعض الأطفال الآخرين، خاصة عندما يكون كل واحد منهم منتميًا لثقافات وبيئات مختلفة عن الآخر، ويساعد التعليم الابتدائي على هذه اللقاءات وكذلك من خلال الأنشطة الجماعية، مما يساعد على تنمية التفاعل الاجتماعي لدى الطفل. وكذلك فإنه يعلم الطفل أسس الاحترام للآخر، ويعلمه التفريق بين الصواب والخطأ، وطريقة حل النزاعات والتخطيط للأمور، ويعلمه الثقة بالنفس والاستقلالية كذلك.
7
يحسن التعليم الابتدائي مهارات القراءة والاتصال
ترتبط مهارات القراءة والاتصال الاجتماعي ارتباطًا مباشرًا بالتعليم الابتدائي للطفل، ففي تلك المراحل الأساسية يبدأ التطور اللغوي والعقلي لدى الطفل، وكذلك تطور مهارات التواصل، لذا فالتعليم الابتدائي مهم وضروري لنمو الطفل عمومًا. كما أن حصول الطفل على تعليم ابتدائي سيء له تأثيرات سلبية كثيرة على الطفل ومستقبله، فضعف التعليم أو غيابه يؤدي إلى الأمية والجهل، فالتعليم الابتدائي أهم مرحلة من مراحل التعليم للأطفال، كما أنه مهم جدًا لتطوير الأوضاع العامة لبلد ما.
خصائص المرحلة الابتدائية
تمتاز المرحلة الابتدائية بعدة خصائص تجعل منها مرحلةً مهمةً في حياة الطالِب وعلى المعلِّم إدراك هذه الخصائص للقيام بدوره الفاعل والمؤثِّر بشكلٍ إيجابي، ومن هذه الخصائص:
تعويد الطفل في هذه المرحلة على السلوكيات الجيدة، ففي هذه المرحلة يتطلّع الطفل إلى معرفة كل ما هو جديد، ومن هذه السلوكيات الجلوس بشكلٍ صحيحٍ في الصف، وحمل الحقيبة بشكلٍ صحيحٍ لكي لا يؤذي ظهره، والمحافظة على النظافة الشخصية ونظافة الصف والبيئة المحيطة.
تدريب عضلات الطفل؛ ففي هذه المرحلة تنمو العضلات الصغيرة والكبيرة ويحتاج الطفل إلى تدريب هذه العضلات لاستخدامها بشكلٍ جيدٍ وزيادة قوتها، فيمكن للمعلِّم أن يجعلهم يلعبون ألعاباً بدنيةً كرياضة كرة القدم أو صعود الدرج ونزوله عدة مرات، كما أنّ توافر اللوحات التعليمية بشكلٍ مجسّم يساعِد الطفل على لمسها والشعور بها.
كتابة المقررات والكتب المدرسية بخطٍ واضحٍ ليستطيع كل طفل قراءته وفهمه.
زيادة مدى إدراك الطفل من خلال الرحلات المدرسية الترفيهية والتعليمية، فعندما يرى الطفل ما يأخذه في المدرسة على أرض الواقع فإنه يشعر به ويصدِّقه ويترّسخ في ذهنه.
تدريب الأطفال على القراءة والكتابة بكل هدوءٍ وصبرٍ، فهذه المهارات ليست سهلةً على طفلٍ لم يعِ عليها أو يمارسها، كما أنّه في هذه المرحلة إذا تم تعليمه بشكلٍ سليمٍ أقبل على التعليم وازدادت قدراته العلمية في المستقبل.
تعليم الأطفال على النقد البناء وتعبيرهم عن آرائهم بكل جرأةٍ وأدبٍ، والثبات على الرأي الصحيح.
المهارات الحياتية لتنمية الطفل في المرحلة الابتدائية
تتنوع المهارات التي يمكن أن يكتسبها الطفل في عمر (7-3) سنوات، وتعتبر هذه المهارات مهمة جدًا في تنمية قدرات الطفل ومهاراته نحو التعلم والتعامل مع الآخرين، وتوجد مهارت حياتية متعددة يمكن للطفل اكتسابها من خلال اللعب والتعليم، وفيما يأتي توضيح لها:
1
مهارة التفكير النقدي
تكمن أهمية مهارة التفكير النقدي في مساعدة الطفل على اتخاذ القرار وتحليل الموقف، وذلك من خلال اللعب مع الآخرين أو بمفرده بطريقة إبداعية بحيث تحقق جميع العناصر الأساسية في التفكير النقدي والإبداعي، وتوجد العديد من الألعاب التي تحقق ذلك
2
مهارة الاستقلال
ينبغي تدريب الطفل على إكمال الأعمال المنزلية والأنشطة اليومية بمفرده، ومساعدته إذا لزم الأمر من دون التدخل بشكل دائم ومباشر؛ فخلق مساحة خاصة به ومساعدته على اتخاذ القرار في الوقت المناسب، وتوكيله ببعض المهمات البسيطة ليقوم بها على أكمل وجه في وقت معين من شأنها أن تزيد ثقة الطفل بنفسه وقدرته على الاستقلال.
3
مهارة حل المشاكل
يتميز الطفل في المرحلة العمرية المبكرة بميوله نحو الاكتشاف والتجربة، وبناءً على ذلك فإن نسبة وقوعه في الأخطاء والمشكلات كبيرة لذا يجب على الأم بدايةً أن تمنح الثقة لطفلها لكي يواجه الخطأ ويتحمله والمساعدة على الخروج منه بطريقة صحيحة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تحلي الطفل بالصبر والمثابرة لاكتساب مثل هذه المهارة.
4
مهارات تمكين الذات
تعتبر مهارات تمكين الذات من المحاور الأساسية التي يجب أن يكتنزها الطفل في المرحلة الابتدائية، ويمكن تعريفها بأنها توجيه قدرات الطفل على التواصل مع الآخرين من خلال تعزيز ثقته بنفسه وإدارة ذاته وتطوير شخصيته بالأنشطة اليومية الأكاديمية والاجتماعية. وفيما يأتي أبرز تلك المهارات:
مهارة التواصل
يتميز الطفل بحبه إلى التعرّف والتواصل مع الأطفال الآخرين باللعب أو المذاكرة؛ لذا يجب توجيه هذه الفطرة بما يدعم مهارة التواصل وتعزيزها وذلك لبناء مهارات اجتماعية وعاطفية قوية لديه، لذا يجب على المعلم أو الأهل مساعدة أطفالهم على اكتسابها
مهارات إدارة الذات
تعد إدارة الذات والتحكم بها من المهارات الحياتية التي ينبعي تعزيزها لدى الأطفال من خلال زيادة التركيز على الأنشطة اليومية وجعلهم يقوموا بها بمفردهم وذلك لتحفيزهم على الاعتماد على أنفسهم مثلًا ترتيب الألعاب، تقليم الأظافر، تنظيف الغرفة، حل الألعاب التي تتطلب تركيزًا مثل الألغاز، قراءة القصص القصيرة وغيرها
5
مهارة المشاركة
تعتبر مهارة المشاركة من المهارات الحياتية التي يتعلمها الطفل في مراحل عمرية مبكرة، لذا يجب على الأهل تعزيز هذه المهارة من خلال بعض السلوكيات كما يأتي:
تشجيع الطفل على اللعب مع الآخرين، من خلال تبادل الألعاب والتفاعل معهم بطريقة سليمة وصحية.
تعزيز مفهوم المشاركة من خلال التحدث مع الطفل ببعض الكلمات التفاعلية والتشاركية، مثلًا هذه لعبة صديقك، حان دورك، اجلسا معًا وهكذا.
6
مهارة احترام التنوع
ينبغي على الأهل في المنزل تعليم الطفل احترام التنوع والاختلاف منذ نعومة أظفاره؛ فلكل طفل شكله الخاص والذي يختلف فيه عن غيره من أقرانه، وإيصال فكرة عدم التمييز بينه وبين غيره والتعليق على الآخرين لسببٍ معين مهما كان.